About Wala Kif - Asharq Al Awsat
Fairouz is the magic, for whom the moon has bowed

 

 

Home
Back
About Fairouz
Fairouz's Albums
Fairouz's Photos
Fairouz Fans
Fans Writes
Fairouz's Links
Documents
Fans Entertainment
downloads

 

 

نكاية... ولا كيف.

محيي الدين اللاذقاني


صباح ومسا... شي ما بينتسى
تركت الحب... وأخدت الأسى
وأخيرا ظهر شريط جديد لفيروز تلقفناه بلهفة الفيروزيين المدمنين وسمعناه مثنى وثلاث ورباع والخامسة لأجل عيون زياد، وفي كل مرة كنا في حالة «تعا ولا تجي» نجد فيروز ولا نجدها، اما زياد، فعين الله تحرسه يتمدد بارتياح بين الكافين «كوبليه وكلمة» فالموسيقى آخر سلطنة اما الكلام ففي المسألة قولان وربما اكثر.
وقطعا فإن زياد يقصد التبسيط والانغماس في حياة الناس وعينه على شعبيات سيد درويش «سلامتها ام اسماعين وسط عيالها» لكن الناس والبسطاء قبل المتقعرين تعودوا من فيروز على نمط آخر من الكلام ان لم يكن على وزن «سائليني يا شآم» و«غنيت مكة أهلها الصيدا» فلا اقل من «حننت الى ريا» او «قدر لعمرك رائع ان تهجري».
وفي الشريط الصوت لم يتغير بل ازداد نشوة وشجنا، لكن الكلمات محيرة ففي الماضي كانت فيروز تظهر في اغانيها القديمة مثل ملكات الاساطير بالديباج والحرير والحلي والحلل. وفي الشريط الجديد وباستثناء اغنية المطلع «صباح ومسا» واغنية «بتذكر بالخريف» تبدو فيروز بالجينز المخزق، واحيانا بالزعبوط والنقلة بعيدة بين هذا وذاك. لكن فيروز ما تزال تشع في الحالتين، وما تزال تجرجر حنيننا خلف صوتها الذي لا يشيخ، ويزداد سحرا حلالا كلما عتقه الزمن.
وفيروز في شريطها الجديد تسخر نيابة عن زياد من كل شيء حتى من اغانيها القديمة، وتصعد الى قمة الفانتازيا وهي تتذكر في اغنية «لا والله» سيمفونيتها المجروحة «يا ريت انت وانا بالبيت» فتضيف هذه المرة سطرا يشي بمناخ الشريط كله حين تقول «بس كل واحد ببيت». وبعدها مباشرة يصبح البيت شقة في فيلم مصري يحلم بها صاحبها منذ دهر ويعود وهو ينشد مع فيروز:
زرت الشارقة وقطر ومسقط وجدة والكويت
ورجعت منفض ولا قرش مجمع ولا خبيت
ومناخ الشريط احزان رحبانية مقطرة يوزعها زياد (على كيفه) فعاصي يظهر بشبحه منذ الاغنية الاولى ثم تنداح الالفة البشرية من التفاصيل الصغيرة لعاشقة تعيد صياغة الماضي باحثة عن ايجابيات حبيب ما كانت تجد حين كان قريبا الا سلبياته. والآن وبعد ان غابت ملامح وجهه الاليفة أو كادت صارت تكتشف انها كانت لا تخاف الليل لانه كان يحاكيها، وانه حمل عنها الكثير لما كانت غرة صغيرة لا تفهم الدنيا وتقلباتها.
حبيبي مليح لشو التجريح تعب مني
انا اللي كنت ما بفهم بنت حمل عني
وحين يأتي «الدكنجي وجاره اللي ما بيفهم شي» و«الرفيق المساح اللي حط المكنسة وراح» لا يحتاج زياد ان يكتب على شريط «ولا كيف» انه من تأليفه وتلحينه، فهذه شطحات نعرفها عنه وان لم يعترف بها علنا على «قفا الكاسيت» لكن الذي لا نعرفه هل كتب زياد هذه الكلمات وهو على اقتناع انها جديرة بالتلحين، وان تؤدى بصوت فيروز ام صاغها على عجل نكاية بالشعراء؟
وزياد وكما هو معروف عنه يحب «النكاية». فقد سئل مرة لماذا يضع على صدره صورة لينين بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ونكبة الماركسية ـ اللينينية عالميا فقال انه يضع الصورة: «نكاية» والافضل ان تقرأها بياء بعد النون بدلا من الكسرة وبابدال الالف بياء لتفهمها على الطريقة الرحبانية المرسبة.
ولا تستغرب غدا اذا كنت في مقهى يبث تلك الاغاني ان يلتفت جار الى جاره ويتساءل عن زياد:
ـ ليش هالولد عبيستغل اهله بها الطريقة..؟
فيرد الجار قائلا:
ـ خليه يستمتع بميراثه دخلك الواحد اذا ما استغل اهله مين بدو يستغل..
وهذه الحوارية التي قد تتكرر في اكثر من مكان تعكس موقفا متفهما لما يفعله زياد بتراث الرحابنة، فهو يكتب ويلحن لزمن مختلف، واجيال طحنتها حرب اهلية طويلة، وضائقة اقتصادية شرسة، وتقليعات سياسية تتراوح بين الحماس المجاني المفرط، والعبث المؤذي، وفي هذه الحالة فإن خلط رومانسية الآباء والاجداد مع فانتازيا الأحفاد قد يكون هو المعادلة المطلوبة لهكذا زمان وهكذا بشر يعتقدون ان شعبان عبد الرحيم اهم من المتنبي.
ان موسيقى الشريط الجديد رائعة بأصيلها ومقتبسها، ونحن الفيروزيين العتاق ليست لنا مشكلة إلا مع الكلام، وعليه لا بد من سؤال الملحن الذي هو المؤلف في الوقت نفسه:
ـ شو استاذ زياد كاتب هالكلام نكاية بالشعرا.. ولا كيف..؟