أخيراً .. صدر الشريط الجديد لفيروز بعد طول انتظار طويل . فيروز هذه المرة ارادت ان يكون عملها الاخير محمل بالمفاجئات و  تضارب الاراء المختلفة حوله , هكذا دوماً تسعى فيروز للخروج من ثوبها القديم , حيث تجد في زياد خلاصها منه الذي بدوره يكون من اشد المتحمسين للخروج عن الثوب الرحباني الاصيل .. لكنه ما لبث ان البسها ثوباً جديداً يليق بمكانة فيروز .. في شريطها الاخير فكر كثيراً على ما اعتقد في صياغة ثوب جديد يميز فيروز عن فيروز .. و قد بدأ في الواقع بتفصيله منذ حفلات بيت الدين التي فاقت معدل النجاح حسب جميع الاراء .. لكن زياد دائماً يصدمنا قليلاً عندما نستمع الى جديده في البداية فقط و مع اعادة الاغنية تصبح جزءاً لا يتجزأ من الذاكرة الفيروزية ..

 

       ( صباح و مسا ).. اختلف الكثير حول ايهما اجمل ؟ الصيغة الاولى التي ادتها فيروز ام هذه الصيغة الغنية بالموسيقى الرائعة و الموزعة توزيع يدل على عبقرية مؤلفها .. بالفعل كان الاحساس يطغى على الاولى و هي عادة فيروز في الحفلات , لكن الصيغة التي جاءت في الشريط حملت كثيراً من الاحاسيس الجميلة . ففي مقطع ( حبيبي لشو التجريح ) اقنعنا هذا الصوت بان فيروز هي تلك البنت التي لا تفهم حسب راي الحبيب ..

 

     جاء السحر اخيراً .. في اغنية ( شو بخاف ) حيث صوت فيروز ينافس الموسيقى الجميلة لكن هذا الصوت ينتصر في النهاية حيث بدا ان فيروز تقمصت الشخصية ببراعة حيث يؤثر مفعول الحبة عليها في نهاية الاغنية .. ما اروعها عندما تقول ترراا ترااا في الاغنية ... سحر .

 

      اغنية ( صبحي الجيز ) فانا للاسف شديد التحفظ عليها .. حيث لا اعتقد انها تضيف الى تاريخ فيروز اي شيء .. بل فيروز التي اضافت لها تاريخ . لكنها تبدو جميلة لان فيروز استطاعت بفضل صوتها و احساسها الفريد تجميلها بعض الشيء .

 

      بعد ان حفظنا جميع المقاطع في اغنية ( تنذكر ما تنعاد ) اضاف زياد لها مقطع أخير جعل الاغنية اكثر وضوحاً و حزناً من السابق مما جعلها تتميز اكثر و تستفرد بكانة مميزة .

 

       بعد ذلك كله ياتي الوجه الاخر للشريط بعد ان حذفت كالعادة اغنية ( يا مريم ) .. ياتي اكثر سحراً و شاعرية يظهر ذلك في موسيقى ( انا فزعانة ) حيث الموسيقى التي تذكرنا بزياد الموسيقار .. زياد الذي لا يعبث بالموسيقى كعادته دائماً .. زياد الذي خلق البوم كيفك انت و اغنية مثل قديش كان في ناس و مقطوعة مثل ضيعانو .. صوت فيروز يظهر ايضاً فيها اكثر شفافية و اشراق قلما يظهر في اعمالها الاخرى .. الاحساس ترميه فيروز في هذه الاغنية من اعمق اعماقها لدرجة قد تجعلنا نريد البكاء في .. لاحق تروح .. هنا في هذه الاغنية تبرز عبقرية فيروز ايضاً ..

 

       و بعد اخذ جرعة موسيقية رائعة تاتي اخرى لا تقل عنها جمالاً و روعة بل لعلها تكون الافضل بين جميع الاغنيات انها ( بيذكر بالخريف ) هذه الاغنية التي توقعتها كما هي صوت فيروز فيها معبر و انيق .. دائما كلما استمع الى هذه الاغنية اكتشف فيها جانب اخر اجمل و احسها يوماً عن يوم تزيد قوة فاحساس فيروز تمتصه الروح على الفور ومن اجمل المقاطع في هذه الاغنية عندما تقول ( القصة مش طقس يا حبيبي )  حيث تجعلك اكثر اندماجاً في الاغنية .. و تتمنى ان تشكر فيروز على هذا الاحساس الكبير و هذا الاداء الفريد .

 

       بعد كل هذا الجو المعتق بالرومانسية و الحزن المعتق احياناً .. اراد زياد زرع ابتسامة عفوية من خلال كلمات اغنية ( لا والله ) و لكني لا اعرف لماذا لجأ الى لحن مقتبس بالرغم من ثقتي بامكانيات زياد الموسيقية و جمال اللحن الاصلي .. حيث استطاع ابراز عبقريته في هذا النوع من الاغاني سابقاً مثل مش قصة هاي . ثم تعقبها اغنية اكثر عفوية و عبقرية يعطي فيها زياد قدرته الموسيقية على صياغة الحان مميزة ( انشالله ما بو شي ) جاءت فيروزية اكثر و اعتقد بان فيروز اضافت كل خبرتها في هذه الاغنية من ناحية عفوية الاداء و تقمص الشخصية .. خاصة في المقطع الثاني الذي تقول فيه انا ما قلتلو شي .. هو خرب كل شي .. تدخل هذه الاغنية الى القلب مباشرة فهي الوحيدة التي احسست معها بعودة فيروز الينا من جديد .

 

   الشريط في النهاية تجربة جديدة ناجحة منذ البداية .. و هو يستحق من الجميع التأمل ..