About Wala Kif - Alhayat
Fairouz is the magic, for whom the moon has bowed

 

 

Home
Back
About Fairouz
Fairouz's Albums
Fairouz's Photos
Fairouz Fans
Fans Writes
Fairouz's Links
Documents
Fans Entertainment
downloads

 

(العنوان: ... ولا كيف شريط لفيروز وزياد رحباني هدية إلي جمهورهما في رأس السنة )
(الكاتب: عبده وازن )
(ت.م: 31-12-2001 )
(ت.هـ: 16-10-1422 )
(جهة المصدر: )
(العدد: 14167 )
(الصفحة: 1 )

شاءت المطربة فيروز والفنان زياد رحباني ان يكون شريطهما الجديد ... ولا كيف أشبه بـ العيدية التي يتوجهان بها الي جمهورهما ولو قبل يومين من انصرام العام 1002. فمفاجأة الشريط (تصدر الاسطوانة خلال أيام) هي ترتيلة يا مريم التي يحلو للمطربة الكبيرة ان تصليها في عيد الميلاد... لكن زياد أعاد توزيعها موسيقياً، معتمداً ايقاعاً متهادياً وشبه بطيء حتي باتت الترتيلة اقرب الي الاغنية الروحية او النشيد. ولعل الذين اعتادوا هذه الصلاة المريمية في صيغتها القديمة سيُفاجأون حتماً بهذه الصيغة المختلفة تماماً وهذا الشكل الموسيقي الجميل الذي أسبغه زياد عليها ساعياً الي تحريرها من طابعها الديني.
لا تبدو الترتيلة المريمية نافرة ضمن الاغنيات التي ضمها الشريط الجديد، وان كانت غريبة عنها. فصوت فيروز وموسيقي زياد رحباني قادران علي دمج الديني في اللاديني (او الدنيوي)، وعلي الغاء الفروق بين الغناء في مفهومه الشائع والانشاد الروحي. وزياد صاحب تجربة مهمة (ولو صغيرة) في حقل الاناشيد الدينية بدءاً من أناشيد قداس الشباب التي وضعها في السبعينات (غناء ماجدة الرومي، سامي كلارك، مادونا وجوزف صقر) وانتهاء بالأناشيد الميلادية الشهيرة التي وضعها للمطربة فيروز. علي ان الاغنيات الجديدة تبدو في معظمها أقرب إلي اللون الحديث الذي اختاره زياد مجسداً ما يمكن تسميته روح الجاز ، وتألقت فيه فيروز بدءاً من اسطوانة معرفتي فيك (7891). فالشريط الجديد لم يضم اغنيات شرقية صرفاً (تخت شرقي) علي غرار بعض الاغنيات التي لقيت رواجاً، بل ان الألحان تمزج بين اللون الغربي واللون الشرقي علي طريقة زياد الفريدة، منسابةً بحرية وصفاء وتوهج.
واستعان زياد ببعض الالحان المعروفة مثل لحن لابامبا البرازيلي في أغنية لا والله ولحن ماناها دو كارنفال في أغنية شو بخاف ولحن كوزما في أغنية بيذكر بالخريف . غير انّ الألحان التي يستعيرها من المخزون الموسيقي العالمي سرعان ما تصبح رحبانية بامتياز فهو يضفي عليها لمساته الموسيقية الخاصة وذائقته المرهفة. ولعلّ هذا ما حصل في ترتيلة يا مريم التي أصبحت رحبانية الطابع.
جمهور فيروز المحافظ سيشعر حتماً بالصدمة التي يشعر بها دوماً كلما استمع الي مطربته تؤدي ألحان الرحباني الابن. لكنه كعادته أيضاً سيعتاد الجو الجديد الذي يكمل المسار المشترك ولكن مع بعض الاختلاف أو التطوّر. في الأغنيات الجديدة يبدو زياد كأنه أصغي جيداً الي صوت فيروز قبل ان يباشر في التلحين لها أو في كتابة موسيقي الأغنيات. وأصاب تماماً في اختيار الجمل والألحان و الأحوال (أو المقامات) التي تلائم هذا الصوت فلم يدفعه الي الاجهاد أو الارهاق. وعمد الي تغيير صيغ بعض الأغنيات التي كانت أدّتها فيروز في حفلات بيت الدين بما يتلاءم وجوّ الشريط.
وأعادت فيروز كذلك أداء بعض الأغنيات بعذوبة وسلاسة وعفوية. وان لاح بعض ملامح الاجهاد في قفلات اغنية تنذكر ما تنعاد فهي طبيعية ونابعة من القلب الذي يقاسي ويكابد. وفي أغنية أنا فزعانة تعلن المطربة التي تؤدّي شخصية الحبيبة تعبها من هموم الحبّ المستحيل. وبدت هذه الأغنية قريبة بعض القرب من أغنية النصّ وفيها تستفيض في التداعي المحفوف بالاعتراف أو البوح. ومن الأغنيات البديعة ذات الطابع الشجي: شو بخاف و صباح ومسا و بيذكر بالخريف . وكلها تحمل سمات الحبّ الحزين، الرومانسي والواقعي والذي لا يخلو من الطرافة أو الفانتازيا.
أما أغنيات تنذكر ما تنعاد و لا والله و انشالله مابو شي فتتميز بإيقاعها السريع والصاخب في أحيان. انها اغنيات تجمع بين الهم اليومي والطرافة والحنين والشوق... وبدت أغنية صبحي الجيز غريبة أو مفاجئة بدورها وكان خالد الهبر غناها مطلع الحرب اللبنانية وآثر زياد ان يستعيدها عبر صوت فيروز تحيةً ربما لماضيه النضالي. فهذه الأغنية كان زياد كتبها ولحنها عند مقتل أحد رفاق النضال في تلك المرحلة. إلا ان الأغنية الملتزمة لم تستطع ان تنفض غبار الماضي علي رغم حداثة موسيقاها وبدا اداء فيروز لها هجيناً وربما مستهجناً. وكان في امكان زياد ان يستعيض عنها بأغنية كبيرة المزحة هاي التي غنتها فيروز في مهرجان بيت الدين ولم يعرف سبب تغييبها عن الشريط الجديد.
وان كان من عادة صوت فيروز ان يكون في الصدارة دوماً وأن يكون هو مفتاح الأغنية، فأن موسيقي زياد لا تقل عنه حضوراً وفتنة. ويشعر المستمع ان الصوت والموسيقي في أغنيات زياد هما في حال من التسابق أو التزاحم، كأنّه لا يلحن مقدار ما يؤلف الأغنيات موسيقياً. فالموسيقي هي ولعه الأول والأخير وهي تسبق الكلمات في أحيان حتي لتصبح الكلمات صدي لها.
جمهور فيروز وزياد سيسرّ كثيراً بهذه العيدية وسيجد فيها فرصة أخري للتمتع بهذا الجو الذي يتقاسمه الصوت البديع والموسيقي الرائعة التي تبادلت فيها الآلات الشرقية والغربية العزف والجمل الميلودية. أما جمهور فيروز المحافظ فسينتظر قليلاً كي يعتاد علي هذه الأغنيات مثلما يفعل دوماً ولو أن بعضه تعودها علي مضض، تماماً كما حصل مع شريط مونودوز الذي أدّت أغانيه سلمي مصفّي متخلّية عن شروط الغناء.

ہ صدر الشريط والاسطوانة عن شركة رولاكس إن. والفرقة الموسيقية ضمّت عازفين لبنانيين وأجانب، وقادها كارن دورغاريان.