About Wala Kif - Assafir
Fairouz is the magic, for whom the moon has bowed

 

 

Home
Back
About Fairouz
Fairouz's Albums
Fairouz's Photos
Fairouz Fans
Fans Writes
Fairouz's Links
Documents
Fans Entertainment
downloads

 

 

 

فيروز وزياد الرحباني يتواطآن مجدداً في<<ولا كيف>>:
الكلمات تدخل مملكة الشعر والموسيقى تراوح مكانها

 

<<فيروز صارت إلنا.. واللي معو فيروز، شو بعد بدّو؟ خلص، ثبتت الرؤية>>.
فيروز صارت لنا، هذا ما قاله يساريو بيروت، في استقبالهم لشريط فيروز الأخير، <<ولا كيف>>. ففي ذلك الشريط، عاد صبحي الجيز رفيقا حيا، رفيقا بصوتها، باعترافها.
<<رفيقي صبحي الجيز.. رفيق يا رفيق، وينك يا رفيق.. غيرتلي اسمي الماضي عملتلي اسمي رفيق.. عم فتش ع واحد متلك، يمشي بمشي، نمشي ومنكفي الطريق>>.
ما زال البحث جاريا عن رفيق، فيروز ايضا تبحث عن رفيق، لتكمل معه الطريق، الطريق الذي يحلم معظم يساريي بيروت بإكماله ان وجدوا الرفيق، صبحي، فغنته فيروز، فثبتت الرؤية.. الرؤية الآن واليوم، ايضا وأيضا.
معظم المهللين لعودة صبحي الجيز على لسان فيروز كانوا، سابقا، من المهللين للقاء فيروز وزياد، المهللين لاستكانة القدسية جانبا، لصالح كميون وزيتون فيروز وزياد، فيروز البشر. هللوا لتلك النظرية عندما كانت موضة في البلد، موضة <<فيروز الرحابنة أم فيروز زياد؟>>. وها هم اليوم يعودون ليسموها بقدسية اخرى، قدسية <<الرفيق>>، ليكملوا طريقا.
كأن فيروز بأدائها لكلمة <<رفيق>> ولكلمة <<طريق>> أعادت القدسية للطريق وللرفيق. كأنها ثبتت الرؤية وأعزّت اليسار برفع كلماته عاليا من حنجرتها. من قدسية مدنية الى قدسية يسارية، وان بقيت النقلة النوعية على مستوى أغنية، قديمة، أعيد غناؤها، أصبحت خالدة، تخلت عن آنيتها، عن كونها أغنية سياسية يسارية لبنانية عادية.
فتلك الفئة من الأغنيات تميزت، طويلا، بعجزها عن ان تكون أغنية، نتاجا فنيا، وبقيت مجرد حافلة، وسيلة نقل لكلمات <<ملتزمة>>. وعلى هذا الشكل كانت <<صبحي الجيز>> الاولى، بصوت الفنان خالد الهبر. كانت قطعة فنية وانما بصوت سياسي. مع فيروز، تمكنت تلك الاغنية من الحصول على شرعية الاغنية، لجهة التوزيع والأداء، باتت خالدة، لا لكون فيروز أدتها فحسب وانما، ايضا، لأنها تمكنت من انتزاع حقها الكامل بالتوزيع والوقت والجهد الابداعي اللازم لثقلها، بعدما كانت فكرة وكلمة ولحنا مميزا.
بالاضافة الى ذلك، تحافظ <<رفيقي صبحي الجيز>> على أهمية من نوع آخر في الشريط.
تنتمي أغنية صبحي الى زمن آخر من حياة زياد الفنية. زمن يمكن غرف الألحان والإبداع الموسيقي فيه، الابداع الممهور بتوقيع زياد، حتى الشبع. عندما كان زياد يفتح، مع كل أغنية، باباً، ما كان على البال ولا على الخاطر، يقدم موسيقى جديدة، بأبسط الوسائل التوزيعية والكمالية الممكنة. في أغنية صبحي موسيقى ولحن لا ينفك عن التطور، جمل موسيقية تنهال من كل حدب وصوب، تتكامل، تؤلف أغنية، موسيقى غنية.
أبسط الإيمان
في ذلك الزمن، كانت موسيقى زياد غنية. وفي ذلك الشريط، أكدت أغنية صبحي على ان موسيقى زياد لم تكن على الشكل الذي أتت عليه زميلات صبحي في الشريط.
فمن بين الاغنيات الجديدة في الشريط الجديد، أربع أغنيات لحنها غير خاص، أورد زياد مصادرها الاساسية في الشريط. الاغنيات الاربع هي: <<شو بخاف>>، <<يا مريم>>، <<لا والله>> و<<بيذكر بالخريف>>.
في ذلك الشريط، يتخلى زياد عن صفته الاساسية كمؤلف موسيقي لصالح صفات اخرى، شاعر، موزّع، منسق... لم يفتح أبوابا موسيقية جديدة كالتي اعتاد على فتحها مع كل شريط جديد، فشريطه هذا يذكر كثيرا بشريطه السابق <<مونودوز>>.
حتى لجهة التوزيع الموسيقي، وزّع زياد، باللغة الخارقة ذاتها التي يوزّع على أساسها، ولكن من دون <<جديد>>، من دون زيارة لمناطق موسيقية وتوزيعية عذراء. وزّع كما يوزع عادة، لم يلحن كثيرا، لم يؤلف الكثير من الموسيقى، وإنما كتب الكثير من الكلمات.
فأغنية <<لا والله>> التي لم يضع موسيقاها وإنما وزعها، أتت على خط توزيع النمط الواحد لأغنية ذات نغمة واحدة. تكرار موسيقي على طول أغنية تتنوع الكلمات فيها. كلمات غير محدودة، موسيقية بطبيعتها، أتت محدودة بنغمة واحدة وتوزيع واحد.
وأغنية <<انشالله ما بو شي>> التي وضع زياد كلماتها ولحنها، أتت بدورها، على نغمة واحدة، توزيع واحد، تذكر مقدمته بمقدمة <<الله الله يا تراب عينطورة>>.
وعلى الرغم من ان النغمة التي تتكرر تحافظ على الكم اللازم من الابداع لتحمل توقيع زياد، لم يفتح زياد مجالات جديدة، لم يطأ أراضي موسيقية ممتنعة. حافظ على إنجازاته السابقة، لم يطورها، لم يبحث في أماكن اخرى، اكتفى بالاستعانة بما أنجزه سابقا، وبما هو <<أبسط الايمان>>، وان بقي <<أبسط إيمان>> زياد ممتنعا عن غيره. فشريط <<ولا كيف>> ليس قابلا للمقارنة بأي من نتاج العصر الحالي غير التجاري، ولكن، ان تمت مقارنة <<ولا كيف>> ب<<صبحي الجيز>>، وهي في الشريط ذاته ولصاحب الشريط ذاته، تأتي النتيجة في غير صالح الشريط ذاته.
من هنا، تأتي صبحي الجيز، لتعلن قدرات زياد الموسيقية الحقيقية ولتفضح، في الآن ذاته، <<اللعب>> و<<التخفي>> في <<ولا كيف>>.
شاعر موسيقي
وبعيدا عن الموسيقى، يحين موعد كلام الشريط. في ذلك الشريط، زياد شاعر، شاعر شعبي، يكتب شعرا، ليس ناظم كلمات ممتنعة وخفيفة فحسب، وانما شاعر موسيقي، كلماته تحوي من الموسيقى أكثر بكثير مما أعطاها هو من الموسيقى ومن الوقت. كلماته تحوي من الحساسية اكثر بكثير مما يمكن للعاطفة العادية ان تقدمه.
فكلمات <<بيذكر بالخريف>> (على لحن <<أوراق الخريف>> العالمي) ليست تعريبا للأغنية العالمية وليست لعبا على عاطفة يسهل اللعب عليها لمجرد كون اللحن رائع الحساسية. الكلمات تتفوق على اللحن، تأخذه، من دون ادعاء، الى حيث الادمان لا الاستماع فحسب. وببساطة، باتت لدينا نسختنا الخاصة من <<أوراق الخريف>>، نسخة تاريخية، لليوم وللتاريخ، كلمات وتوزيع زياد، غناء فيروز.
<<بس هلّق ما بتذكر شكل وجّك، بس بذكر قديش كان أليف.. بعدو أليف؟ بعدك ظريف، وبعدو بيعنيلك متلي الخريف، خبرني ان، بعدك بتحن، ما بعرف ليش عم بحكي/ ولا كيف>>.
كلمات، ككلمات زياد، تعود الى حيث يأبى الجميع ان ينطلق، الى حيث بساطة الكلمة في التعبير عن العاطفة الاولى الصادقة. من دون تنميق او مبالغة، مهما بلغت من الاتقان والصدق درجات. كلماته تختصر المسافة بين المصدر والمتلقي وفي الآن ذاته تعمقها، يصبح التعامل مع الأغنية أبعد بكثير من العادة. الادمان يصبح تماما كما هو، لاشعوريا، لاإراديا، ووسيلة وحيدة للمتعة، المتعة الموسيقية في الاصل والعاطفية من دون حدود. كلمات تسرق الاذن من صاحبها، لتمنحها قدرات خارقة تعجز حاسة السمع العادية، على الرغم من معظم التجارب التي خاضتها موسيقيا، عن التمتع بها.
كلمات زياد تحول السمع حاسة خارقة.. ذاتية وخارقة، خاصة وعامة وخارقة.
جملة كجملة: <<الدكنجي ما بيحكي ولبالأول ما بيحكي>> في <<انشالله ما بو شي>>، هي، ببساطة، جملة خارقة، موسيقية رغم كل شيء، تحمل لحنا ما كان يمكن تصور قدرتها على حمله.
ولكن، على مستوى الكلمات ايضا، تتضح المحطة النفسية التي يقف عندها زياد حاليا.. محطة يترجمها هو بأشكال مختلفة، أشكال ما كان يمكن تخيلها،لكنها تبقى محطة واحدة، عاطفة واحدة، ربما هي التي تحكم الشكل الموسيقي، تمنعه من اتخاذ أبعاد اخرى.
فلطالما كان زياد الكاتب والموسيقي الصادق، الذي يكتب ما يشعر ويؤلف ما يعيش، صادق مما يفرض على سامعه ان يصدق، ان يشعر بكلماته وبموسيقاه قبل ان يتخذ وضعية المستمع العادي.
وكلمات <<ولّعت كتير>> و<<تنذكر ما تنعاد>> وكلمات <<لا والله>> هي الكلمات نفسها بلغات مختلفة، وكلمات <<بيموت>> وكلمات <<أنا فزعانة>> هي نفسها. ومجمل تلك الكلمات يحمل المضمون ذاته الذي حمله شريط <<مونودوز>> على المستوى العاطفي.
حلقة واحدة ما زالت تحكم إغلاقها عليه. يبدع ولكن داخلها. يخلق ولكن داخلها.
لذلك، ربما، لم تأتِ الموسيقى على شكل شباك يفتح على جديد. الموسيقى، تحديه الأساسي، التحدي الموسيقي الذي كان زياد يضع الجميع أمامه، استكان، هدأ، فصاحبه يبدو غارقا في دوامة الكلمات، يحولها تحديا جديدا، يحاول ان يقول بلغة اكثر مباشرة من لغة الموسيقى.
وفيروز..
فيروز من داخل ذلك كله قدمت، هذه المرة، ما لم تقدمه سابقا. غنت بالصوت الذي يؤكد مرور الزمن عليه. ركزت على العاطفة فأصابتها في الصميم. وعندما حان موعد التعبير، موعد كلمات زياد غير المتوقعة، رسمت صورا، أدت تعبيرا جسمانيا، قدمت عرضا مسرحيا بصوتها، بصوتها فحسب.
لم تخلق الجو المناسب فقط، إنما، ببساطة، الجو الأنسب، والأصدق من مناسب. غنت كلمات لها ولم تغنّ كلمات أغنية. غنت كلماتها، كلمات تقرأها، تقولها، تلونها فتغنيها.
ما عادت تفاجئ العالم بكلمة غريبة عن قاموسها، باتت كل الكلمات قاموسا خاضعا لها.
تمنحها خصوصيتها هي، خصوصية الكلمة وخصوصية فيروز، وتغنيها، كما لن يتمكن أحد من غنائها.. كما تكون الاغنية لفيروز. <<فيروز>>، مش <<صوت فيروز>>.
اما زياد ف: <<فعلا حلوة هالغنية بس..>>.

 

مندور سحر  


 

أغنية لنفسي

مع كاسيت فيروز الجديد > استيقظ يوميا على احساس فوري بعالم متغير. لا علاقة لهذا الاحساس بالانتقال في الازمنة. انه تماما حالة جديدة من الوجود. لقد آمنت طويلا بقدرة زياد على تحويل الاشياء. ليس لمجرد تحويلها، بل رغبة في تعطير الجو الذي نتنفسه.
> لا يكتنفه اي ملمح من الغموض، لدرجة يخيل للبعض انه اقل امتاعا. حالة > انتهت اذن. سقط الغموض معادل الامتاع، وحلت بركة المباشرة. حللت فيروز أهلا، ووطأت سهلا من سماء نجومك. اهلا على ارضنا وعلى ارصفتنا وفي احزابنا وأحزاننا وداخل افئدتنا ولغتنا. خريفنا واحد، وشوقنا والتذكر واحد.
الاشياء الجميلة لا يمكن ان تكون بالغة الطول، مواربة، متكلفة، غريبة وغير صحيحة بالكامل. > ككتلة واحدة، كتلة شعرية ولحنية وغنائية واحدة، ففيه من كل شيء، وفيه ما احببته وما لم احبه. غير ان الفكرة العامة للشريط والتي تستدعينا بقوة، هي تلك التي مهد لها زياد طويلا عبر صوت فيروز، وهي تأخذ شكلها النهائي في > وتقول بضرورة الذهاب الى التعبير الأقصى في بساطته وصدقه وبالتالي جماله. وهي باختصار على شاكلة هذا القول في احدى الاغنيات: >. اجل، كل واحد ببيت، هذه الحقيقة حقيقية، وتحتاج الى صوت فيروز يرددها، يسميها في حياتنا، بلغة حقيقية.

عناية جابر